في ذكرى الفنانةعيششان

في الخامس من شباط حلتْ الذكرى العاشرة على وفاة الفنّانة الكردية /عيششان/ وقد تريّثتُ لبعض الوقت لعلنا نلمحُ أقلاماً تقف عندها ولو ببضع سطور ولكنّني لم أعثر على أيّ قلم فعل ذلك على الأقل

من خلال المواقع التي أتابعها.
عيششان التي وهبتنا حياتها الاجتماعية والفنّية بجرأتها التي حطمت حواجز الأعراف والتقاليد وتحدّيها لأهلها ومحيطها الاجتماعي الذي كان يرفض رفضاً قاطعاً
دخول الرّجل إلى عالم الغناء والفنّ فكيف تقدر فتاة يافعة مجرّد التفوّه برغبتها ولكنّها فعلت وأعلنت عن رغبتها لتُعلَنَ عليها حرباً ضروساً من تحالف المجتمعات التي كانت تعاصرها وبذلك وهبتنا حياتها الاجتماعية والشّخصية والفنية معاً لتتمكن من إدخال البهجةِ والمسرّةِ إلى نفوسنا وتواسي جراح آلامنا ومآسينا.

ماذا قدّمنا لها نحن المستمعون الذين طالما أطربنا تغريدها حتى النّشوة؟ وماذا قدّمنا لها في حياتها وفي مماتها؟؟

لقد قدّمنا لها الكثير حتى أصابها اليأسُ والسّأمُ منّا فانزوت في مغارة العزلة والوحدة تعيشُ سنواتها الأخيرة أسيرة شبابها الأوّل وذكرياتها مع المجد والشّهرة التي خُدِعَتْ بهما وهي في عنفوان الشّباب, وصُدمت بها في هذيان العمر .

يُقال إنّ الشّعوب لا تعرف قيمة مبدعيها وعظمائها إلا بعد مماتهم, فها هي عيششان راحلة من غير رجعة وغيرها من الفنانين والفنانات الكرد ماذا فعلنا أو ماذا نفعلُ لهم؟!

أعرف أنّ جوابنا جاهز ومعلب:

ما الذي نستطيع فعله وليس لنا مؤسساتٌ رسمية ومنظمات مسؤولة عن تكريم المبدعين وتقديم الرّعاية لهم, وحتى إن وجدت هذه المؤسسات الرّسمية فإننّا ترى أنّ مثل هذه الأمور تعدّ من الكماليات لذا علينا البدء بالأساسيات والأولويات ولكن لمَ وجود العشرات من المجلات والصّحف ومواقع الانترنيت التي تصدر بالكردية وبلغات أخرى متعدّدة ويديرها كرد والتي تبث الخبر لحظة بلحظة من أقصى الأرض إلى أقصاها؟؟ بالإضافة إلى العديد من القنوات الفضائية التي لا تكلّ ولا تملّ عن بثّ أغان وألحان لمغنين لا يعرفون من الغناء سوى هزّ الأكتاف مع ثلةٍ من الشّبان والفتيات المنبهرين بالأضواء والكاميرات؟؟

هل يكفي أن تبثّ فضائية كردية أو اثنتان حلقة مدّتها القصوى ساعة زمنية عن هذه الفنانة العظيمة أو تلك؟ أو يذكرها مغنّ ذكراً عابراً بين الحين والحين؟؟!!

ما المانع إذا خصّصت هذه الوسائل الإعلامية زاوية أسبوعية أو شهرية دائمة للمبدعين الكرد الأموات منهم والأحياء؟